غير مصنف

كيف دخلت شركة NIKE عالم البراندات

نبذة تعريفية عن المقال

الجنون ليس بالضرورة أن يرتبط بالأشخاص عديمي الاهلية بالعكس من الممكن أن يكون الهدف النائم بعقول العاديين، فإن عقد اتفاق مع الانتقام أصبح كالأسد المفترس يهيمن على كل الساحات، NIKE بدايات متواضعة هيمنت على رعاة الأحذية العالمية


تخيل أنَّ تكون طالباً جامعياً متخرج للتو، تبدأ أحلامك وطموحاتك بالتحليق بفضاء السماء، فتبني شركتك البسيطة وتتنامى اسهمك العالمية شيئاً فشيء، ومن ثم يلمع اسمك بقائمة أغنى أغنياء العالم، لتصبح ثروتك لا تعد ولا تحصى، هذا السيناريو هو تحديدا ما حصل مع فيل نايت مؤسس شركة NIKE العالمية

فكرة مجنونة لمعت بعالم البراندات

في اللحظة التي امتنع والد فيل نايت عن توظيفه في صحيفته بمهمة كاتب بالقسم الرياضي، بعد أن تخرج من جامعة ستانفورد، بدأ الانتقام يشتعل بداخله من أجل اثبات قدرته على البدء من الصفر، دراسته بمجال الأعمال أنارت الطريق أمام مخيلته الواسعة، لتبدأ المقارنات ما بين الصين وألمانيا بمنتجاتهم، فقال: إن كانت الكاميرات اليابانية حلّت محل الكاميرات الألمانية، فما المانع من تطبيق الفكرة ذاتها على الأحذية؟ وخاصة أنَّ له اهتمامات رياضية كبيرة، ومن هذه اللحظة بدأ بتنفيذ خطّته المجنونة.

أفكار نايت الاستثنائية 

خلال التدريبات التي خضع لها نايت على يد بيل بورمان في رياضة الجري، عانى نايت من سوء الأحذية الأمريكية التي يرتديها، ولكن بيل كان على قناعة تامة بأنّه يستطيع ابتكار أحذية مريحة أكثر من تلك الألمانية والأمريكية الموجودة، وبالفعل كان نايت هو فأر التجارب للأحذية اليدوية التي صنعها.

بعد تخرج نايت من الجامعة طلب من مدرّس له بعمل بحث عن كيفية التسويق لمنتج جديد، فرصد الأسواق بمساعدة مدربيه لعقد مقارنات بين الأحذية اليابانية والأحذية الألمانية.

بدايات NIKE المتواضعة

الأحذية اليابانية ازدهرت بشكل سريع في بادية الستينيات، وخاصة كونها تمتلك جودة عالية وسعر رخيص، الفضول شدّ نايت للسفر إلى اليابان للتعاقد مع شركة “أونتسوكا تايجر” كموزع معتمد في أمريكا، وفعلاً تم إرسال 12 زوجاً ليكونوا شعلة الثورة بعالم النجاح.

بسبب معرفته بالوسط الرياضي باع نايت جميع الأحذية بسرعة وتمكن من إطلاق شركته باسم “بلو ريبورن” مع مدربه بيل، وهنا استمر النشاط بذات الوتيرة لعدة سنوات، شراء الأحذية اليابانية وإضافة تصاميم مُحسنة ثم إرسالها لمراكز السباق في السوق الأمريكي.

ازدهار NIKE المتصاعد

مطلع السبعينيات لم يكن عاديا بالنسبة للشركين، فقد تمَّ إطلاق العلامة التجارية التي تحمل اسم “NIKE” لشركتهما، ولكن دائما المال يجلب الخلاف، فقد دبّت المشاكل بين الشريكين واليابانيين وذلك بسبب نقص التوريد فانتهى الخلاف بإنهاء الشراكة.

مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية 1972 صدر الحذاء الأول لنايكي الذي حمل اسم “سووتش Swoosh”، فاستغلت الشركة هذا الحدث من أجل الترويج لحذائها واقنعت الرياضيين بإمكانية لباسه بشكل مجاني، وفعلاً نجحت حطتها الذكية فقد فاز العديد بالأولمبيات وهم يرتدوا أحذية نايكي، الأمر الذي أعطاها دفعة تسويقية ممتازة وعزز تعاقدها مع شركات الإعلان حول العالم.

NIKE العملاق الثالث بعالم الأحذية

بداية الثمانينيات صدعت مسامع نايكي أرجاء العالم بعد أن استحوذت على 50% من أسواق الأحذية الرياضية في أمريكا تحديدا، استغلت كبار اللاعبين من أجل حملات تسويقية ضخمة للترويج لأحذيتها، وعلى رأسهم “مايكل جوردان” بحذاء “air Jordan” وهذا الأمر ساعد بانتشار العلامة التجارية في الوسط الرياضي بشكل أسرع.

 “أديداس وبوما” العمالقة المهيمنين على أسواق الأحذية الرياضية تفاجؤوا بظهور نايكي باستحياء في بداية التسعينيات لتعلن نفسها منافس شرس بمسابقات كرة القدم، ومن ثم بدأت علامتها التجارية بالحضور في مسابقات كأس العالم متجاوزة أديداس بفوارق بسيطة، لتحسم معارك حقوق الرعاية لصالحها.

العبرة لست في البدايات وإنما النهايات هي الحد الفاصل ما بين جرأة المغامرة بجنون وجرأة المغامرة بذكاء، “Just Do It” الأمر يستحق التجربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *